إعادة التأهيل الطبيّ هي حقّ منصوص عليه في قانون التأمين الصحيّ الحكوميّ (1994)، وتشتمل سلّة الخدمات الصحيّة على إعادة تأهيل عصبيّ مؤسّساتيّ للمُتضرّرين من السكتة الدماغيّة (رابط للقانون).
يحقّ لكلّ إنسان تضرّر مستوى أدائه وجودة حياته جرّاء مرض أو حادث أن يتلقّى إعادة تأهيل هدفها مساعدته على تحسين مستوى أدائه وجودة حياته.
ستتمّ عمليّة إعادة التأهيل من خلال المكوث في مركز طبيّ أو في أُطُر جماهيريةّ، وذلك اعتمادًا على احتياجات المريض وبناءً على ما سيحدّده الطبيب المختصّ بإعادة التأهيل. في نفس الوقت الذي تمرّون به بعمليّة إعادة التأهيل عليكم أن تستعدّوا للبدء بالتجهيزات للعودة إلى البيت
تجدُر الإشارة إلى أنّه لا توجد سكتة دماغيّة مشابهة لسكتة أخرى. فالأضرار العصبيّة وتأثيرها على الأداء الوظيفيّ للإنسان يمكن أن تختلف تمامًا من إنسان إلى آخر، ولذلك فإنّ طريقة إعادة التأهيل وبرنامج العلاجات ومدّتها ستختلف من إنسان إلى آخر.
إعادة التأهيل عبارة عن سيرورة علاجيّة شاملة تُمنَح للمريض من خلال برنامج إعادة تأهيل متناسق يُديره طبيب مختصّ بإعادة التأهيل ويشارك به طاقم مهنيّ من عدّة مجالات كالفيزوترابيا، العلاج عن طريق التشغيل، علاج النطق، علم النفس التأهيليّ، العمل الاجتماعيّ والتمريض.
يحصل المُتعالِج على أكبر قدر من المساعدة والاستفادة من عمليّة إعادة التأهيل في الأشهر الأولى بعد السكتة الدماغيّة. ففي هذه الفترة، يمكن للجسم وأجهزته أن يُتيحا الشفاء الذاتيّ الذي يُحرَّك ويُحثّ بواسطة سيرورات تأهيليّة نَشِطة. مع ذلك، يمكن لسيرورة تعافي أداء المُتعالِج أن تستمرّ لعدّة سنوات بعد السكتة أو على مدى حياته بعد تسريحه من المركز الطبيّ الذي مكث فيه، وذلك ناتج عن البحث الدائم على طرق بديلة أفضل للتغلّب على العجز.
معلومات هامّة: في حال تراجُع مستوى الأداء الوظيفيّ للشخص بعد إنهائه عمليّة إعادة التأهيل وعودته إلى البيت والمجتمع، يجوز له التوجّه إلى طبيب العائلة للحصول على تحويل لعيادة تأهيل في الأُطُر العامّة لتُقدِّر حالته. عندها- وبحسب الحاجة- سيُحدَّد برنامج تأهيليّ ملائم لاحتياجات الشخص.
تجدر الإشارة إلى أنّ هناك غايات وأهداف أخرى لعمليّة إعادة التأهيل: مَنْع المضاعفات الفوريّة واللاحقة قدر المستطاع، تعليم المُتعالِج وأفراد عائلته كيف عليهم التعامل مع العجز الحالي والوضع الجديد، وتعليم المُتعالِج كيفيّة استغلاله للأداءات التي لم تتضرّر بأفضل طريقة ممكنة.
ماذا تشمل عمليّة إعادة التأهيل؟
- يُقيَّم أداء المُتعالِج قبيل تسريحه من قسم الحالات الصعبة في المستشفى. هذا التقييم هو الذي يُحدّد عمّا إذا كان العلاج سيُتابَع في إطار إعادة التأهيل أو في قسم تمريض. في حال أنّه اتُّخذ قرار يوجب الاستمرار في إعادة التأهيل، سيُحدَّد برنامج تأهيليّ ملائم للمُتعالِج، كما وسيوصَى بالإطار الأنسب لإعادة تأهيله به- المكوث في مركز طبيّ أو أُطُر جماهيريّة أو البيت.
يمكنكم القراءة هنا بالتفصيل عن الأُطُر المختلفة واستحقاق المُتعالِج لكلّ إطار وشروط حصوله على كلّ واحد منها: أنواع إطارات إعادة التأهيل
طبيب إعادة التأهيل أو الطبيب المُختصّ بالشيخوخة – إذا كان عمر المُتعالِج 65 عامًا وما فوق – هما الوحيدان المُخوَّلان بتقييم أداء المُتعالِج، وذلك اعتمادًا على تشاوُر كلٍّ منهما مع أفراد الطاقم المهنيّ الذين هم من مجالات صحيّة مختلفة (من مجال العمل الاجتماعيّ والفيزوترابيا وما شابه ذلك). كما وعليهما القيام بذلك قبل تسريح المريض من القسم المُخصّص للحالات الصعبة في المركز الطبيّ. من المهمّ جدًّا عدم التنازل عن ذلك أبدًا- عليكم ألّا تقبلوا توصية وتقييمًا من أطبّاء آخرين كطبيب أعصاب أو طبيب أخصائيّ أمراض باطنية لأنّهما غير مُختصَّيْن بإعادة التأهيل ولا يستطيعان تفصيل ما هي التوصيات اللازمة.
التوصيات المُستخلَصة من تقييم أداء المُتعالِج تُلزِم الجهة المُؤمِّنة (ألا وهي صندوق المرضى) بتنفيذها. الجهة المُؤمِّنة مُلزَمة بالمُصادَقة على التوصيات ولكنّها غير مُلزَمة أبدًا بالمصادقة على خدمات أخرى غير واردة في هذه التوصيات أو توفيرها. لذلك من المهمّ جدًّا كتابة توصيات مُفصَّلة وواضحة وقاطعة وغير قابلة لعدّة تأويلات.
- بالإضافة إلى التوصيات بإعادة التأهيل، على المستشفى أن يساعد على تحصيل الحقوق الطبيّة والاقتصاديّة من مؤسّسة التأمين الوطنيّ والخدمات المختلفة. على المستشفى أيضًا أن يُطلِع المُتعالِج وأفراد عائلته على جميع الحقوق التي يستحقّها بشأن العلاج وإعادة التأهيل والتجهُّز قبيل تسريحه من المكوث في المركز الطبيّ، بما في ذلك تفصيل كلّ أنواع إعادة التأهيل التي يمكنها أن تناسبه.
- عند الانتقال إلى إطار ما للمباشرة في عمليّة إعادة التأهيل يقوم طاقم مهنيّ من مختلف المجالات بالبدء بتنفيذ البرنامج العلاجيّ، وذلك اعتمادًا على أنواع العلاجات التي حُدِّدت والمدّة التي خُصِّصت لإعادة التأهيل.
- سيتلقّى المُتعالِج خلال فترة إعادة تأهيله استشارة ودعمًا لتسهيل مرحلة عودته إلى البيت والمجتمع.
- قبيل تسريح المُتعالِج من عمليّة إعادة التأهيل، سيُقيَّم أداؤه بشكل شامل بغية تحديد قدرته على التأقلم في البيت، كما وستُقدَّم توصيات لكيفيّة ملاءَمة البيت لاحتياجاته وأدائه.
- بعد الانتهاء من إعادة التأهيل من خلال المكوث في مركز طبيّ ينتقل المُتعالِج إلى أُطُر أخرى لمتابعة إعادة التأهيل- كالحضور إلى مركز طبيّ يوميًّا أو تلقي العلاج في مؤسّسات معيّنة. حسب سلّة الخدمات الطبيّة، يدوم هذا الجزء من العلاج 3 أشهر تقريبًا، وهو يتمّ بحسب برنامج تأهيليّ مُناسب للمُتعالِج.
- بعد الانتهاء من جميع مراحل عمليّة إعادة التأهيل، سيُعدّ المُتعالِج “مريضًا مُزمنًا”. بما أنّه مريض مُزمن، يحقّ له أن يتابع علاجه ضمن برنامج علاجات معيّن للحفاظ على الإنجازات التي كان قد حقّقها خلال فترة إعادة التأهيل. تُمنَح هذه العلاجات من قِبَل صندوق المرضى وعددها مُحدود في السنة. بالإضافة إلى ذلك، هذه العلاجات هي من مجالات مختلفة في إعادة التأهيل- كعلاج النطق، العلاج عن طريق التشغيل والفيزوترابيا.
انتبهوا: عند الانتهاء من كلّ مرحلة من مراحل عمليّة إعادة التأهيل والتعافي يجب الحفاظ على جميع تقارير العلاج وإعادة التأهيل والتوصيات. هذه الوثائق هامّة للغاية لأنّها ستشكِّل الأساس الذي ستعتمد عليه القرارات المستقبليّة. حضِّروا ملفًّا ورتِّبوا فيه جميع التقارير الطبيّة.
في نهاية العلاج لإعادة التأهيل سيتلقّى المُتعالِج مُلخَّصًا يشتمل على ما يلي:
- الوضع الطبيّ- تشخيصات، علاجات وتوصيات لعلاج وقائيّ
- تحديد حالة أداء المُتعالِج- تقييم مهنيّ من عدّة مجالات للوضع الذهنيّ والحركيّ للمُتعالِج وما شابه ذلك
- توصيات بخصوص متابعة إعادة التأهيل في الأُطُر العامّة
- بعد ستّة أشهر سيقيّم طبيب العائلة أداء المُتعالِج استنادًا إلى تشاوره مع طاقم إعادة التأهيل
- لقراءة منشور مدير عامّ وزارة الصحّة الذي عنوانه “المعايير اللازمة لتوفير علاج إعادة تأهيل للمُسنّين” اضغطوا هنا.
- حسب البند 7.6 في المنشور، في الحالات التي يُصاب بها الشخص الكبير في السنّ بسكتة دماغيّة ليست سهلة يُفضَّل إعادة تأهيله في مؤسّسات معدّة لذلك.
كيف يمكن الاعتراض على قرار الجهة المُؤمّنة (صندوق المرضى) بخصوص إعادة التأهيل؟
يمكن تقديم شكوى إلى مفوضيّة شكاوى الجمهور في وزارة الصحة.
في الحالات التي لا يُصادِق بها صندوق المرضى على التوصية بإعادة التأهيل أو لا ينفّذها أو إنْ لم تحصلوا على تقييم مُفصَّل عن أداء المُتعالِج لسبب ما وكان هناك خلاف في الرأي بينكم وبين صندوق المرض حول طريقة إعادة التأهيل اللازمة، يمكنكم التوجّه إلى مفوضيّة شكاوى الجمهور لصندوق المرضى في الروابط التالية:
أو إذا دعت الحاجة يمكن تقديم شكوى إلى مفوضيّة شكاوى الجمهور في وزارة الصحة.
للحصول على تفاصيل إضافيّة عن الشروط لتقديم اعتراض واستئناف في موقع وزارة الصحّة اقرؤوا- هنا كما أنّه يمكن تقديم الشكوى في الإنترنت هنا.
يمكنكم أيضًا التشاور مع “جمعيّة نِئمان المُتضرِّرون من الجلطة الدمويّة”، اضغطوا هنا لموقع الجمعيّة.
ومع جمعيّة حقوق المريض، اضغطوا هنا لموقع الجمعيّة ولإضافتهما في مكتوب الشكوى.
يمكنكم القراءة أكثر في صفحة الإهمال الطبيّ وتقديم شكوى.
معلومات هامّة عليكم معرفتها:
- إنّ النقص في أسرّة إعادة التأهيل في جميع أنحاء البلاد، وخاصّةً في الضواحي، تؤدّي بالجهات المُؤمِّنة أن تسرّح مرضى السكتة الدماغيّة إلى البيت أو الأُطُر العامّة قبل الوقت اللازم بكثير وقبل أن يحقّقوا جميع الأهداف المطلوبة من إعادة التأهيل. إذا كانت العائلة تعتقد أنّ المُتعالِج ما زال بحاجة إلى الاستمرار في عمليّة إعادة التأهيل، يمكنها أن تُحضِر تقريرًا إضافيًّا من طبيب مُختصّ بإعادة التأهيل واستئناف القرار.
- على الخدمة الاجتماعيّة في المستشفى أن ترشد العائلة حول كيفيّة تحضير البيت والاعتناء بالمُتعالِج قبل تسريحه بفترة ملائمة ومعقولة. إذا كانت هناك حاجة إلى استراحة أخرى من المُفضَّل طلب تمديد وقت المكوث في المركز الطبيّ.
- عند الحاجة، يُستحسَن تقديم طلب للحصول على إذن لإحضار شخص أجنبي للاعتناء بالمُتعالِج في فترة مبكّرة وعدم الانتظار حتّى تسريحه من المركز الطبيّ. عليك تحضير الوثائق وتقديم الطلب قبل الأوان وعدم التأخُّر في ذلك لأنّ التأخّر من شأنه أن يرجئ عودة المريض إلى بيته.
# في بعض الأحيان يمكن استرداد النقود عن علاجات تأهيليّة عبر التأمينات الخاصّة، ولذلك من المهمّ فحص إذا كانت هناك تأمينات كهذه وما هي الاستحقاقات المُتوفِّرة.
