1 من كلّ 6 أشخاص سيصابون بالسكتة الدماغية خلال حياتهم.

ما يقارب ثلث منهم تحت جيل 65.

ما يقارب 18,000 رجل وامرأة في إسرائيل، يصابون بالسكتة الدماغية كلّ سنة. لكلّ إصابة واحدة بالسكتة الدماغية، يعاني ما يقارب 5  أشخاص من الاحتشاء الدماغي الخفيف. في المجموع الكليّ هناك ما يقارب 100,000 رجل وامرأة.

قليل منهم يصلون في الوقت المناسب لتلقي العلاج الملائم، الذي يخفّف من الضرر الدماغي وينقذ حياتهم.

للأسف الشديد، سيبقى كثيرون منهم مع إعاقة صعبة، ستغيّر نظام حياتهم وحياة أفراد عائلاتهم بشكل جذريّ.

يمكن ويجب تغيير هذه الأرقام!

يمكن منع %90 من حالات الإصابة بالسكتة الدماغية

السرعة في الحصول على العلاج مسألة حاسمة جدا: مع مرور كلّ لحظة منذ بداية حدوث السكتة الدماغية، في حال لم يتمّ معالجتها ولم يتمّ إعادة تدفق الدم للدماغ، تموت مليونا خلية عصبية في الدماغ.

يمكن ويجب محاربة السكتة الدماغية، سواء كان ذلك في الجانب الوقائي والحفاظ على علاج وتوازن دائم لعوامل الخطورة، أو سواء كان ذلك في تقليص الضرر ما بعد السكتة الدماغية، من خلال زيادة الوعي للأعراض والوصول السريع للمستشفى في سيارة الإسعاف لتلقي العلاج.

لفهم معنى السكتة الدماغية، أولا علينا أن نفهم قليلا مبنى ووظيفة الدماغ.

للدماغ ثلاثة أجزاء مركزية

• المخ مكوّن من نصفين، المعروفَين من صورة الدماغ البشريّ. لكلّ جزء في المخ مسؤولية عن وظائف مختلفة. النصف الأيسر من الدماغ (الجزء المسيطر عند الإنسان هو اليمين) مسؤول عن مراكز اللغة والحديث، التحليل المنطقي والأداءات الفكرية.   الجزء الأيمن من المخ مسؤول عن ردات الفعل العاطفية، الإبداع، الخيال، الموسيقى، تحليل المعلومات، الفهم والإدراك المكانيّ.
• تتواجد في المخيخ المراكز المسؤولة، إلى حدّ كبير، عن التناسق والحركة. المخيخ مسؤول عن الحركات الخفيفة، التوازن والإحساس بالموقف.
• جذع الدماغ مركب من ثلاثة أقسام: الـ  Midbrain (الدماغ الأوسط)، الـ Pons  (البونس) والـ Medulla  (لبّ الدماغ). في جذع الدماغ هناك مراكز المسؤولة عن تنظيم ضغط الدم، عمل القلب، التنفس، حرارة الجسم وحالة الوعي. يشتمل كذلك على مسارات شعورية وأخرى حركية، ويمثلّ مركزا لردات الفعل البصرية والسمعية.

من المتبع تقسيم الدماغ لمناطق حسب مجال مسؤولية المنطقة ذاتها، مثلا: منطقة الإدراك والسيطرة لحركات الرأس والعينين، أو المنطقة المسؤولة عن الأداءات العقلية، وغيرها الأداءات.  يصل الدم إلى الدماغ عن طريق جهاز الأوردة التي تصل مناطق مختلفة في الدماغ. بدون تدفّق الدم للدماغ، لا يمكن له أن يعمل بشكل كامل.

ماذا يحدث خلال السكتة الدماغية

كما ذُكر سابقا، دماغنا بحاجة لتزويد الدم بشكل دائم، لإتاحة المجال لعمله السليم. السكتة الدماغية (بالإنجليزية Stroke) تحدث عن توقف مفاجئ في تزويد الدم والأكسجين لجزء النسيج الدماغي والخلايا العصبية، بحيث يؤدي ذلك إلى تدمير النسيج وضرر في أداء الدماغ. وفي اللحظة التي تتضرر فيها الخلايا العصبية، تبدأ “سلسلة رد الفعل” التي تسبب موت الخلايا، وكذلك الخلايا التي تغلّف المنطقة المصابة يمكن أن تتضّرر كذلك.

أحيانا تحدث سكتة دماغية صغيرة وعابرة، وهي ما تُعرف بـ TIA – Transient Ischemic Attack التي يمتدّ لدقائق معدودة فقط. أعراضها كلّها مشابهة لأعراض السكتة الدماغية – لكنّها قابلة للعلاج بخلاف أعراض السكتة الدماغية، وتنتهي الظواهر العصبية خلال فترة قصيرة. ما يقارب %10 حتى %15 من الذين عاشوا هذه التجربة، من المتوقع أن يُصابوا بسكتة دماغية كبيرة، خلال فترة الـ – 90 يوما التالية لها. الأيام الأولى بعد السكتة الدماغية العابرة هي الأشدّ خطورة، لذلك يجب الوصول للمستشفى بسرعة، لإجراء الفحوصات اللازمة والحصول على العلاج المناسب.  ولأنّه لا يمكن التمييز بين أعراض السكتة الدماغية العابرة والسكتة الدماغية الواسعة بدون فحوصات شاملة، يجب استدعاء الإسعاف والوصول للمستشفى عند الشعور بالأعراض.

تجدر الإشارة إلى أن درجة خطورة السكتة، تُحدّد غالبا حسب،

• مكان الإصابة في الدماغ
• حجم الإصابة (حجم المساحة المصابة في الدماغ)
• مدى النجاعة التي يستطيع فيها الجسم علاج جهاز تزويد الدم للدماغ
• مدى السرعة التي يمكن لمناطق أخرى في الدماغ، أن تتولى أداء الخلايا المصابة
• التعرف على الأعراض المسبقة لحدوث السكتة الدماغية
• جودة وسرعة العلاج الطبي المقدّم للمريض

يمكن ويجب محاربة السكتة الدماغية: تقليص أضرارها، تحسين جودة حياة المصابين وأفراد عائلاتهم الذين يتحملون أعباء العلاج الثقيلة والمركّبة، ومنع السكتة الدماغية القادمة.