عند وصولكم إلى مركز طب الطوارئ/غرفة الطوارئ، يُجرى لكم فحص من قِبل الأطباء (من المفضل أن تطلبوا حضور طبيب أعصاب أيضًا). إذا كان هناك اشتباه بوجود سكتة دماغية، يجب إجراء فحص CT. الهدف من الـ CT هو تأكيد تشخيص السكتة الدماغية، والتمييز بين السكتة الدماغية الإقفارية والسكتة الدماغية النزفيّة.

فيما بعد – إذا كان الحديث يدور عن سكتة دماغية تؤدي إلى اضطراب عصبي شديد، وليس حدثًا بسيطًا أو عابرًا، يتم تحديد العلاج الملائم، وبحسب الوقت الذي انقضى منذ ظهور أعراض السكتة الدماغية.

العلاجات خلال الساعات الأولى من بعد السكتة االإقفارية (الانسدادية)

علاج عبر الوريد لإذابة الخثرة في الأوعية الدموية في الدماغ بواسطة دواء – TPA

  Tissue plasminogen activator TPA – يساعد على تفكيكي الخثرة. يُسمح بتقديم هذا العلاج خلال أول أربع ساعات ونصف فقط من بدء ظهور أعراض السكتة الدماغية، وبعد استبعاد إمكانية حدوث نزيف في الدماغ بواسطة فحص CT. هذا العلاج يتطلب الاستشفاء في قسم الأعصاب ويحتاج إلى إشراف طبي. هذا العلاج يقلل بشكل كبير من احتمال حدوث إعاقة أو محدودية لدى من أصيبوا بالسكتة الدماغية. يُمنع إعطاء الدواء خارج الإطار الزمني المحدد لها، ففي هذه الحالة قد يزيد الأمر من احتمال حدوث نزيف داخل الدماغ.

الدواء يذيب خثرة الدم ويعيد تدفّق الدم السليم إلى منطقة الانسداد في الدماغ. بالتالي فهو يقلل بشكل كبير من نسبة الوفاة بالإعاقة نتيجة السكتة. 

TPA مشمول ضمن سلة الخدمات الصحية الرسمية لكل مصابي السكتة الدماغية الذين يلائمهم هذا العلاج. يُمنَح الدواء وفقًا لمعايير واضحة، وفقط للمرضى الذين يستوفون هذه المعايير. الدواء متوفر في كل المراكز الطبية في إسرائيل، التي تشمل غرف طوارئ لاستقبال المصابين في حالات الطوارئ.

قسطرة الدماغ

قسطرة الدماغ هي علاج بواسطة القسطرة للأوعية الدموية في الدماغ، والهدف منها هو سحب خثرة الدم التي تسدّ الوعاء الدموي الأكبر في الدماغ. هذا العلاج يسمى استئصال الخثرة (Endovascular Thrombectomy). العلاج ناجع إذا تم تقديمه في غصون 8-6 ساعات من لحظة ظهور أعراض السكتة الدماغية الإقفارية، وفي حالات طبية معينة، يمكن تمديد هذا الإطار الزمني حتى 24 ساعة. يقدَّم العلاج فقط في المستشفيات المركزية، التي تشمل طاقمًا طبيًا متمرسًا ومختصًا بتقديم هذا العلاج.

في هذا العلاج، يتم إدخال قسطر -أنبوب دقيق- إلى الشريان من منطقة الفخذ، ومن هناك عبر الشريان الأبهر إلى الأعلى حتى وصول الشريان المسدود في الدماغ، بحيث يتم تحت التصوير. هناك طرق مختلفة لسحب الخثرة من الأوعية الدموية في الدماغ، ويختلف اختيار الطريقة من حالة لأخرى. يتمّ إجراء العملية بتخدير كلي أحيانًا، وتستغرق غالبًا ما بين ساعة حتى ثلاث ساعات.

علاج القسطرة يقدَّم اليوم فقط لمصابي السكتة الدماغية مع انسداد كبير في الأوعية الدموية في الدماغ، وأحيانًا يُستخدَم علاج TPA.

قسطرة الدماغ تتمّ وفقًا لمعايير معروفة وواضحة. بمقدور وسائل التصوير المتقدمة والذكية أن تبيّن لنا ما إذا كان بالإمكان إنقاذ نسيج الدماغ وإجراء القسطرة. تُجرى القسطرة عندما يكون احتمال إعادة تأهيل نشاط الدماغ كبيرًا. 

علاج السكتة الدماغية النزفيّة

السكتة الدماغية النزفيّة (Hemorrhagic) تشكّل نحو %10 من حالات السكتة الدماغية بشكل عام، وتنجم عن تمزُّق في الأوعية الدموية وحدوث نزيف داخل الدماغ. علاجها معقد، ففي المرحلة الأولى يبحث الأطباء عن مصدر النزيف في الدماغ بهدف السيطرة عليه.

بخلاف السكتة الدماغية الانسدادية، لا يوجد علاج خاص للنزيف داخل الدماغ. لم يُثبَت لغاية الآن أن العلاج الجراحي يساعد على تقليل الأضرار الدماغية. العلاج الأساسي المتّبع اليوم هو تقليل ضغط الدم لمنع انتشار النزيف. أحيانًا، تكون هناك حاجة لجراحة عصبية وطارئة للرأس من أجل تقليل الضغط الذي يضرّ بنسيج الدماغ.

نسبة الوفاة جراء النزيف داخل الدماغ عالية.

المتعالجون الذين يتناولون بشكل دائم أدوية مضادة للتخثّر أو مميعات الدم، والذين أصيبوا بالسكتة الدماغية النزفيّة – عليهم وقف استخدام هذه الأدوية.

إذا تبيّن أن ضغط الدم العالي هو سبب تمزُّق في الأوعية الدموية أدّى إلى نزيف داخل الدماغ – يتم ملاءَمة أدوية للمتعالجين لتقليل ضغط الدم وللوقاية الثانوية من النزيف.

العلاج الوقائي

عندما يُنقَل المصاب إلى المستشفى في وقت متأخر، ولا يمكن تقديم العلاج بواسطة TPA أو القسطرة، أو في حالات السكتة الدماغية العابرة (TIA, Transient Ischemic Attack)، يتم ملاءَمة علاج وقائي للمصاب، بما في ذلك أدوية لموازنة ضغط الدم ومضادات الصفائح الدموية (مثل الأسبيرين أو كلوبيدوغريل (بلافيكس)) بهدف منع المضاعفات وتكرار الإصابة.